الرحيل إلى عالم أخر

كم أنا فى حاجة شديدة حقا لأن أبعد عن هذا العالم ، العالم الذى أحيا فيه عفوا بل أموت فيه كل يوم بين أُناس ليسوا بأُناس ، بين بشر ليسوا ببشر ، فلم يعد لى حيلة بهم لا أدرى كيف أتعايش معهم ؟ ماذا أفعل معهم ؟
لا أعلم كيف أطلق عليهم لفظة بشر ؟ كيف أقولها ؟ كيف أنطقها ؟
و قد أصبحت كل أفعالهم و أقوالهم تنافى البشرية لا تمط بأى صلة للإ نسانيه. لقد ظنوا أن حياتهم أبديه و نسيوا أنه سيأتى يوم نرحل فيه , سيأتى وقت نُحاسب فيه , ستأتى ساعة يُعرض فيها الكتاب .
نسيوا قول رب العالمين " وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا "
أصبح كل ما يحملوه فى جعباتهم صفات وحشيه صفات تنم عن الظلم و الجشع ، عن الخداع و الطمع , عن القسوة و الأنانيه
إنهم يحملون كل هذا بل و أكثر من هذا يمتلكون قلوب ليست هى بقلوب أقول إنها حجر لا و الله ماهى بحجر
فلقد قال رب العزة سبحانه و تعالى " وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه "
فأنا لا أعلم حقا ماذا يمتلكون بين ضلوعهم أهى قلوب أم شئ أخر؟؟
أترون ما أنا فيه ، أتشعرون بما أعانيه أليس لى الحق بأن أشد رحالى من هذا العالم , عالم الزيف و الإصطناع ، إلى عالم أخر
فأنا فى حاجة ماسه لأن أنسى كل من هم حولى
أقطن مع نفسى فى عالم أخر قد يكون من خيالى
عالم يملؤه الصدق و الشفافيه
عالم يفيض بالحب و الوفاء ، بالصفاء و النقاء
عالم يُرفرف فيه علم الإنسانيه
عالم تخفق فيه القلوب بالحب و الرحمة الربانيه
عندما يغلبنى هذا الإحساس و يسيطر علىّ الشوق للرحيل عن هذا العالم الأنانى أمسك بقلمى لعلى أجدنى فى عالمى الحانى لعلى ألقى راحتى بين سطورى أو تستكين ذاتى وسط كلماتى فتفضفض لها عن ألامها، تهمس لها بخلجاتها و تحكى لها عن أنّاتها
لعل كلماتى تشد من أزرى فتواسينى أو قليل من الصبر تعطينى فتمنحنى قوة أحيا بها ، أتحمل بها العناء وسط هذه الحياة

بقلمى